مفهوم المرض


المـــرض


المرض: السُّقم. و التمارض أن يري من نفسه المرض وليس به.
والتمريض: هو حسن القيام على المريض ورعايته.
تمريض الأمور: توهينها وأن لا تحكمها، فتقول رأي مريضة.
ريح مريضة: ضعيفة الهبوب, وكذلك الشمس إذا لم تكن منجلية فهي مريضة.
ليلة مريضة: إذا تغيمت السماء فلا يكون فيها ضوء قال أبو حية.

وليلةٍ مرضت من كل ناحيةٍ      فلا يضيء بها نجمٌ ولا قمر

رأيّ مريض: فيه انحراف عن الصواب.

      قال ابن الأعرابي: أصل المرض النقصان كبدنٍ مريض ناقص القوة وقلب مريض ناقص الدين.
      وقال ابن عرفة: المرض في القلب فتورٌ عن الحق, وفي الأبدان فتور الأعضاء وفي العين فتور النظر.

      والمرض نوعان : مرض القلوب، ومرض الأبدان .

   أما أمراض الأبدان : فهي :
1-        الأمراض العضوية: وهي الأمراض التي تنتج عن عدم أداء جزءٍ من أجزاء الجسم وظيفته كاملة أو توقفه عن العمل كلية. أو دخول مكروب إلى الجسم فتصيب أحد أجهزته بالتلف الآني أو الدائم. وكل مرض عضوي له أعراض ومواصفات ومضاعفات خاصةٍ به وغالباً ما تكون مؤثراته داخلية.
2-        الأمراض النفسية: وهي في الحقيقة أعراض أمرض متنوعة وكثيرة يشعر بها المريض, بالكشف عليه يتبين أنه بحالةٍ طبيعية ولا يوجد به مرضٌ عضوي, وهذه الأعراض تنتج عن مؤثرات خارجية في الحياة الخاصة والعامة مثل الخوف والشك والقلق والحزن والشعور بالنقص أو الاستهتار.

   أما أمراض القلوب فنوعان هما :
1-        مرض شبهةٍ وشك: ويكون بزرع الشك والشبهة في العقيدة لإفساد الدين ولبس الحق بالباطل قال تعالى ) قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ( (23 الأنعام) فلم يقل أحد منهم بأن الرسول e كاذب ولكنهم جحدوا بآيات ربهم فقال الله في حقهم ) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ( ) وليقول الذين في قلوبهم مرضٌ والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ( (المدثر 31)
      ونوع آخر من الأمراض لا يتعلق بصلب العقيدة فقط وإنما يتعلق بمن دُعي إلى تحكيم القرآن والسنة فأبى وأعرض فقال الله تعالى فيهم ) وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريقٌ منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرضٌ أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون ( (النور 50)
      فهو يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله ويصوم ويصلي ولكن مصالحه ورعايتها تحتم عليه أن يفعل أفعالاً معينةً تتناقض مع قوله آمنت بالله ... فهو مريضٌ قلبه مختل العقيدة. لا نقول مختلّ العقل .

2-        مرض الشهوةِ والغي : وأوضح مثال عليها هو رأس النفاق في المدينة عبد الله بن أبي سلول فقد جاء الرسول إلى المدينة وهو يتجهز لأن يكون ملكاً فكان مجيء النبي عليه السلام ضربةً قاصمة له فكان عداءه للإسلام والرسول ليس لأنه يقول في الإسلام قولاً ولكن لأن قدوم الرسول إلى المدينة قد دمر مصالحه فشهوة الملك عنده أعمته عن نور الحق.
      فشهوة المُلك مرض قلبي كشهوة الزنا اقرأ معي قوله تعالى سـبحانه ) يا نساء النبي لستنَّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتنَّ فلا تخضعنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقُلنَ قولاً معروفا ( (32 الأحزاب) فالشهوة موجودة وقد نظمها الإسلام تنظيماً يوافق فطرة الإنسان فلم يطلقها إطلاقاً بهيمياً كبتاً يقلقها.
      والإنسان بطبيعته يميل إليها ويحب أن يستحوذ على كل شيء يراه جميلاً مفيداً له كما أخبرنا عز وجل ) زُين للناس حُبّ الشهوات من النساء والبنينَ والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل والمسومةِ والأنعام والحرث (.

      ما سبق هو وصف للمرض ولا يكفي أن يُعرف المرض حتى تكتمل الفائدة بل لابد من العلاج فما هو العلاج لمرض القلب ؟؟
      إن العلاج لمرض القلب لا يتم إلا أن يتحصل اليقين فيه وينتفي الشك عنه فيثبت الدليل بدل الشبهة. هو بأن نعرف القلوب ربها وتدرك إدراكاً حقيقياً المعنى من وجودها كما أخبرنا ربنا عز وجل ) وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون (. وأن تفوض إليه أمرها وأن تلتزم بأحكامه وأوامره ونواهيه.
     وهناك محاكاة وتشابه بين مرض الأجسام ومرض القلوب من ناحية الحِمية فطب الأجسام يركز على عدم الاقتراب من بعض المأكولات والمشروبات وأيضاً لمرض القلوب حِمية بالامتناع عن كل ما يَزرع الشك في النفس أو يزاحم اليقين .


    القلب وأحوله ....
1- الاعتقاد المطابق المستفاد عن دليل (العلم)
      وهو حصول الدليل وأقامته على أن هذا الكون والإنسان والحياة مخلوقة لخالق واجب الوجود .
2- الاعتقاد المطابق المستفاد لا عن دليل (الانقياد والتقليد)
      وهو التقليد في العقيدة وهذا لا يجوز وقد ذم الله المقلد في العقيـدة فقـال ) وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبعُ ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباءهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون (.
3- الاعتقاد غير المطابق (الجهل)

4- خُلوّ القلب عن كل ذلك


  وأما درجاته فهي :
1-        اليقين : وهو خلوص القلب وخلوه من كل شبهة.
2-        شك : وهو استواء النقيضين وترددهما فيه.
3-        غلبة الظن : تغليب أحدهما على الآخر مع بقائه فيه.

      ونخلص مما سبق إلى أن الشفاء والمرض يعرف أحدهما بالآخر وأن الشفاء من المرض لا يكون ولا يتم إلا بمعرفة المرض وتشخيصه ثم يأتي بعد ذلك العلاج .
     

إرسال تعليق

0 تعليقات